مقدمة عن الكتاب
إبليس” مجموعة من المقالات للكاتب الكبير “مصطفى محمود” ، ورغم أن هذا الاسم يثير الاشمئزاز فى النفس إلا أنه للأسف يمثل واقع مجتمعاتنا ، ويثير الكاتب عدة تساؤلات فى هذا الكتاب عن الفضيلة ، على أى أساس بنيت؟ هل الدين منهجها؟ لماذا نجدها فى الكثير من الأحيان تناقض نفسها بأن تحرم ما أحل الله ، أو تحلل ما حرم الله ، فقط لأن العرف يقول أن هذا مسموح وهذا ممنوع..لو لم يكن إبليس موجوداً لأوجدناه .. لأننا لا نستطيع أن نعيش دون أن نمسح ذنوبنا فى شبح نلعنه كل يوم ونرجمه لأنه غرر بنا
مقدمه خفيفه
الانسان تتأكله شهوة غامضة خطرة . أخطر من شهوة الجنس .. و أخطر من شهوة الطعام .. هى شهوة العقيدة. شهوة اليقين .. الشهوة الى شئ يؤمن به و يصدقه .. و هو فى سبيل هذه الشهوة قد يؤمن بحجر أو صنم أو تعويذه أو حجاب أو درويش أهبل .. ليس لأنه ساذج و مفعل و إنما لأنه ضعيف .. به ضعف فطري .. وشوق غريزى حاد إلى هدف يرتبط به , و كلمة يصدقها , وعقيدة يعتقد بها .
إبليس في القرآن
اختلف أهل اللُغة في تعريفهم لكلمة إبليس، فذهب بعضهم؛ إلى أنّه اسم عربي على وزن إفعيل، ومشتق من الإبلاس وهو البُعد عن الخير، أو القنوط من رحمة الله -تعالى-، وهذا ما عرّف به في لسان العرب، وذهب أكثر أهل اللُغة كابن الإنباري والزُبيدي وأبو إسحاق إلى أنّه اسمٌ أعجميّ، ولا يجوز صرفه، أو اشتقاقه؛ فلو كان من الأسماء العربيّة لم يُصرف ككلمتي إكليل وإحليل، وذهب الطبري إلى أنّ السبب في عدم صرف كلمة إبليس هو ثقل الكلمة وعدم وجود نظير لها في لغة العرب، وذهب ابن حجر أنّ لفظ إبليس كانت تُطلق عليه قبل اللعن والطرد من رحمة الله -تعالى-، وهذا مما يؤكّد بأنه اسم أعجمي، وأمّا معنى كلمة إبليس في الإصطلاح الشرعي فهو الذي خلق من النار، والذي كان مع الملائكة وليس منهم، ولمّا أمر الله -تعالى- الملائكة بالسجود لآدم، تكبّر وخالف أوامر الله -تعالى-؛ لأنّه مخلوق من النّار وآدم خُلق من الطين؛ فطرده الله -تعالى- من رحمته وسماه إبليس؛ إعلاماً له بأنّه أبلس من رحمته. وقد تكررت كلمة إبليس في القُرآن الكريم إحدى عشرة مرّة، وتكرر الأمر بالاستعاذة منه بنفس العدد؛ أي إحدى عشرة مرة.
صفات إبليس في القرآن
ذكر الله -تعالى- في القُرآن لإبليس العديد من الصفات، وهي كما يأتي:
- الحسد: يتميّز ابليس بهذه الصفة، وكانت السبب في عصيانه لأوامر الله -تعالى- بعدم السجود لآدم عندما أمره، وهي من أقبح الصفات، وذكرها الله -تعالى- عن إبليس في قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ).
- الافتخار بالنفس: يبيّن ابليس ويزعم بأفضليّته على آدم -عليه السلام- بقوله: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ).
- الرجيم: يعني ذلك أنّه الملعون والمبعود والمطرود من رحمة الله -تعالى-، وجاء ذكر هذه الصفة بقوله -تعالى-: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)؛ بسبب تمرده وعصيانه وإغوائه لأدم -عليه السلام- وذريته.
- المارد: يعني ذلك العاتي والخارج عن الطاعة؛ فإبليس تمرّد على أوامر الله -تعالى- وخالفها؛ برفضه السجود، وقد ذكر الله -تعالى- هذه الصفة في آياتٍ كثيرة؛ كقوله: (وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ).
- الوسواس الخناس: يعني أنّه الذي يوسوس للإنسان بالشرّ في جميع أحواله، ويخنس عند ذكر الله -تعالى-، وقد ذكر الله -تعالى- هاتين الصفتين بقوله: (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
لتحميل الكتاب نسخة PDF :
للاستماع للكتاب على اليوتيوب :
الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف ، ولسنا معنيين بالأفكار الواردة في الكتب.